: 0
: 14
تويت
عامر بن شراحيل الشعبي نابغة المسلمين في عصره
قال عنه الحسن البصري
( كان الشعبي واسع العلم عظيم الحلم .. وإنه
من الإسلام بمكان )
وهنا سوف اكتب لكم بعض من شواهد سعة علم الشعبي
وحضور ذهنه ..
ومن ذلك ما رواه عن نفسه قال :
أتاني رجلان يتفاخران ، أحدهما من بني عامر والآخر
من بني أسد ،وقد غلب العامري صاحبه وعلا عليه وأخذه
من ثوبه وجعل يجره نحوي جراَ
والأسدي مخذول أمامه يقول له :
دعني دعني
وهو يقول له :
والله لا أدعك حتى يحكم الشعبي لي عليك ..فالتفت إلى العامري
وقلت له :
دع صاحبك حتى أحكم بينكما
ثم نظرت إلى الأسدي وقلت :
ما لي أراك تتخاذل له ؟
ولقد كانت لكم مفاخر ست لم تكن لأحد من العرب :
أولها أنه كانت منكم امرأة خطبها سيد الخلق محمد
صلى الله عليه وسلم فزوجه الله إياها من فوق سبع سماوات ..
وكان السفير بينهما جبريل عليه السلام ..
إنها أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها
فكانت هذه المأثرة لقومك، ولم تكن لأحد من العرب غيركم
والثانية : أنه كان منكم رجل من أهل الجنة يمشي على
الأرض هو عكاشة بن حصن .
وكانت هذه لكم يابني أسد ولم تكن لسواكم من الناس .
والثالثة :أن أول لواء عقد في الإسلام كان لرجل منكم
وهو عبدالله بن جحش .
والرابعة: أن أول مغنم قسم في الإسلام كان مغنمه
والخامسة : أن أول من بايع بيعة الرضوان كان منكم .
فقد جاء صاحبكم أبو سنان بن وهب إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم وقال :
يارسول ابسط يدك أبايعك.
قال على ماذا؟
قال:على مافي نفسك.
قال: وما في نفسي؟
قال: فتح أو شهادة.
قال: نعم فبايعه فجعل الناس يبايعون على بيعة أبي سفيان
والسادسة: أن قومك بني أسد كانوا سُبع المهاجرين يوم بدر
فبُهت العامري وسكت .
ولا ريب في أن الشعبي أراد أن ينصر الضعيف المغلوب
على القوي الغالب.
ولو كان العامري هو المخذول لذكر له من مآثر قومه
ما لم يحط به خُبرا .
ولقد بلغ هذا التابعي الجليل عامر بن شراحيل الشعبي
في العلم منزلة عظيمة في عصره.
والذي يقرأ تاريخ هؤلاء الأبطال وكيف كان تمسكهم بدينهم
يشعر المسلم حقا بالفخر والعزة لما خلفه ابناء هذا الدين
من مواقف خالدة ومشرقة الأضواء
كان كل مايشغلهم هو رضى الله والدفاع عن الدين ونشر الإسلام
والعقيدة السليمة والإخلاص قولا وفعلا
هنيئاَ لتلك الأرواح وما تملكه من قلوب طاهرة صافية
نقية عاشت في الإسلام بقلوب مليئة بحب الله ورسوله
( والحمد لله رب العالمين )
تعليق